• استيقظ
  •  صل اللهم علي محمد
  • لا تنسونا من صالح دعائكم

الخميس، أكتوبر 27

الشوق للحج





بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام علي من اتبع الهدي 
 { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ }

نحن نجاهد كل يوم وكل ساعه بل كل خاطرة تخطر علي قلوبنا 
لاننا نبتغي وجه الله 

 قال عليه الصلاة والسلام _ كما في الصحيح _ :
" التقوى هاهنا " ثلاثا ، وأشار إلى صدره .

يقول ابن السعدي رحمه الله

"فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه"

اللهم ارزقنا الاخلاص في السر والعلن 
بعد الآمر بالتقوى في بداية سورة الحج 
 قال ربنا (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)
ذِكرُ هذا اليوم المهيب ، المخيف، والذي ترتجف له القلوبُ، وتطيش لأهواله العقول، في مطلع سورة الحج ، إن تأملته اتضح لك أن الحج مثال ليوم البعث، وإظهار أن الملك لله الواحد ، فتقف على عرفات مستحضرا عظمة الله تعالى، مذكرا نفسك بيوم القيامة ، فوقوفك بعرفة مع ازدحام الخلق ،وارتفاع الأصوات، واختلاف اللغات، يذكرك بيوم الحشر واجتماع الأمم مع الرسل والأنبياء ، واقتفاء كل أمة نبيها، وطمعهم في شفاعتهم، وتحريهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرد والقبول.

 اللهم ارنا  حجاً روحانياً تحفة الطمأنينة والسكينة ، وتغشاه الرحمة , وتلهج فيه القلوب قبل الألسنة بالتسبيح والتكبير والتلبية
فالقلب هو ملك الجوارح ، فإذا صدق في توجهه إلى الله وعظم الله ؛ أذعنت الجوارح وانقادت لله .
ان لم تستطع الجوارح ان تحج فحج بقلبك 


فالأصل حج القلب ، وأعمال الجوارح هي الفرع ، وكلاهما دين قد تعبدنا الله به ، وبينهما تلازم ظاهر إلا في حال صلاح الظاهر مع فساد الباطن .

فهنيئا لمن حج بقلبه 
وتقبل الله ممن حج بقلبه وجوارحه 
وقبل ان تحج عليك بالعفو والغفران لمن ظلمك 

الحمد لله الذي هداني لهذا 
وصل اللهم علي محمد واله وصحبه وسلم 

فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]



 أحب من الآلاف بل من الملايين من الجنيهات، بل أحب إليه من كل شيء طلعت عليه الشمس من قصور وبيوت وتجارات وعمائر،

 ألا وهي كلمة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكب).

 وقال عليه الصلاة والسلام (من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، الخطايا تحط وإن كانت مثل زبد البحر -من كثرتها- بقوله: سبحان الله وبحمده مائة مرة.

 وقال عليه الصلاة والسلام: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). وثَمَّ ذكر آخر فيه نفع وفضل، قال عليه الصلاة والسلام لـأبي موسى الأشعري: (يا أبا موسى! هل أدلك على كلمةٍ هي كنزٌ من كنوز الجنة، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله)، فلا حول ولا قوة إلا بالله، كنزٌ من كنوز الجنة.
فنكثر من هذه الكلمات في هذه الايام المباركات 



وكفي بالله ربا وبالاسلام دينا 
وبالقران ونيسا 
وبمحمد صل الله عليه وسلم  من البشر اجمعين حبيبا 


تذكري ان مصيرك يانفسي 
كفن ابيض يغطيني 
وقبر صغير يحويني 

الأربعاء، أكتوبر 19

النعم المخفيـــــــــــــــــــــه

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الابتلاء 
دائما ما يشتكي الناس احوالهم وما هم فيه من ابتلاء عظيم 

الا ان الله يذيب لك النعمة داخل الابتلاء 
نعم انها 
نعمة مخفيه داخل الابتلاء لتعلم مدي رحمة الله بك وخوفه عليك 

انها قصة توبة من الممكن ان تكوني قراتها من قبل 
ولكن عندما يقرا الانسان قصه وهو يده في الماء لا تكن ابدا مثل الذي يقراها وهو يده فيها 

انها نعمة مخفيه 

قصة توبة الشيخ خالد الراشد 
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون .
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد .. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني .
أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق ..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..
كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها : راشد… أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني .
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي .
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم .
قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس .
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها . كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً .
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت . دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر .
في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة . لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة !
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟ !
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه . حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض .
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب .. فبكى .
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..
قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك .
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة !!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه .
ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !
فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً .
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً ...
تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً .. آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم .
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت ...
أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب . تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره . حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح .
تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
قالت: لا شيء .
فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها ...
صرخت بها ... سالم! أين سالم . ؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة..عند الله..
لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة .
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله .. إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله



حكمة الخالق الرحيم بعبده الضعيف 

رحم الله سالم وبارك الله في امه 

هي نعمة مخفيه بين ضلوعك تحويها وعقلك المسكين لا يعيها 
هي رحمة لاتري عيناك معانيها
كل جوارحك تعلمها لان الله خالقها الاانت يا مسكين تكون اخر من يري معانيها 

قال ابن مسعود رضي الله عنه: 
والله ما منكم من إنسان إلا أن ربه سيخلو به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر..

اللهم لا تحرمنا لذة النظر الي وجهك الكريم 

الخميس، أكتوبر 13

هل تحب القران ؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

قف عند الباب حتي يفتح لك


   القلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء ، يفتحه متى شاء ويقفله متى شاء ، وفتح القلب للقرآن يكون بأمرين

الأول : دوام التضرع إلى الله تعالى وسؤاله ذلك

،والثاني : القراءة المكثفة عن عظمة القرآن ، وأهميته ، وحال السلف معه

إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثرالناس لا يعلمون .


حب القران
"{ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ }

: القلب بيد الله وحده لا شريك له ، يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء ، بحكمته وعلمه سبحانه
 فليست العبرة بالطريقة والكيفية ؛

 بل الفتح من الله وحده

 ، وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب الشكر لا الفخر

 ، فمتى أعطاك الله فهم القرآن ، وفتح لك معانيه ، فاحمد الله تعالى واسأله المزيد ، وانسب هذه النعمة إليه وحده ، واعترف بها ظاهرا وباطنا .  

حب القلب للقرآن له علامات منها :
1-     الفرح بلقائه .


 2- الجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل

     . 3- الشوق إليه متى بعد البعد عنه وحال دون ذلك بعض الموانع
4 طاعته ، أمرا ونهيا

انت هل تحب القران ؟

كيف تحب القرآن وانت  لا تطيق الجلوس معه دقائق ، بينما تراك تجلس الساعات مع ما تهواه نفسك وتحبه من متع الحياة

قال أبو عبيد : "لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن  فإنه يحب الله ورسوله"

والاستعانه بالله في حب القران وها هي الروشته لحفظه

_ : قال رسول الله  : "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن

: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"


فيكرره كل يوم ثلاثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن الإجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة

، وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى

 ، إن بعض الناس لا يعرف الإلحاح في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية ، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعا وسأل .


إن القرآن كتاب من ينجح فيه يمنح ملكا لا حدود له .




الا تريد ان تكون من اولياء الله المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين لو اقسم الواحد منهم علي الله لا بره وحقق له امنيته

ما هو الهدف من قراءتك للقران ؟

معظم الناس إذا سألته لماذا تقرأ القرآن ؟ يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ، ولأن الحرف بعشر حسنات ، والحسنة بعشر أمثالها ، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب ، أما المقاصد والأهداف الأخرى فيغفل عنها .

والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ ،  الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات ، فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها ، ولا يحس ولا يشعر بها ؛ لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني ؛ فلهذا السبب تجد حافظا للقرآن غير عامل ولا متخلق به .

كلما تتعدد النيات في قراتك للقران كلما كان الثواب اعظم
تتجمع اهداف قراة القران في
"ث شمع "
الثاء ثواب
الميم مناجاه
الشين شفاء
العين علم
العين عمل

،  فمن قرأ القرآن يريد العلم رزقه الله العلم ، ومن قرأه يريد الثواب فقط أعطي الثواب

قال ابن مسعود _ : " إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه  علم الأولين والآخرين "ا

هـ(، وقال الحسن بن علي   : " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل

من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار

، وقال عبد الله بن عمر : " لقد عشنا دهراً طويلاً وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن  فتنزل السورة على محمد  فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها ، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل

، وقال الحسن البصري  " قراء القرآن ثلاثة أصناف : صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به
 ، وصنف أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده ، واستطالوا به على أهل بلادهم ، واستدروا به الولاة ، كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله 

، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم ،  فركدوا به في محاريبهم ، وحنوا به في برانسهم ، واستشعروا الخوف ، فارتدوا الحزن ، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم علىالأعداء ، والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن  أعز من الكبريت الأحمر " اهـ 


قال أحمد بن أبي الحواري : "إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا


فالعلم الذي يورث الاستغفار ، ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح ، وهذا العلم هو : علم لا إله الا الله ، على وجه يحقق المقصود لفظا ومعنى 

"فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقي
.
، متى وجد هذا الحرص علي القران  فهو مفتاح النجاح في الحياة ، إنه مفتاحٌ لا نحتاج إلى إثبات نجاحه بالتجربة ، فهو ثابت بالخبر عن الله تعالى وعن رسوله

، وقال سهل بن عبدالله :  لأحد طلابه : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ؟ قال : واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن ! فبم يترنم؟ فبم يتنعم ؟ فبم يناجي ربه ؟ ،

واليك هذه النصيحه ان بيتا يكثر فيه الجهر بالقران هو بيت كما قال ابو هريرة - كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة"


اختي المسلمه ان مفاتح تدبر القران تكون منظارا لتقريب وتكبير الصور وفهم معاني كل شئ وتزدادي تعمقا لا تنطقي الالفاظ ولكن اجعلي قلبك هو الذي يقراها ويستوعبها

إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا

ان الحياه مجاهده ومصابره وصراع بين الحق والباطل وان الثبات علي الحق وتحصيل الخير له ضريبة تدفع من جهد وعمل

هل تريدين خطه لنجاحك وتقدمك فان هذه الخطة كلها في القران ولتتركي كتبا استفاضت وهي كتب الغرب مثل كيف تكسب الاصدقاء ودع القلق وابدا الحياة فهي مصادر بشريه للنجاح فكيف يكون النجاح لو كان المصدر الهي سبحان الله

عن عبد الله لن عمرو ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال
"الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامه يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القران منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان

وها هو شفيع بين يديك وانت تبعد عنه امامك كتابا يشفع لك ليخفف عنك في الدنيا والاخره
اللهم اجعلنا ممن يستمعون الي القول فيتبعون احسنه
نسالكم الدعاء

والله مجرد ذكر القران تتحرق قلوبنا لفتحه وقرات ايات ربنا 
استغفر الله العظيم 





من كتاب مفاتح تدبر القران و النجاح في الحياه 

د.خالد بن عبد الكريم اللاحم
أستاذ القرآن وعلومه المساعد
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



الأربعاء، أكتوبر 5

جهرا دعوتك يا كريم وخفية مشاري


جهراً دعوتك يا كريم وخفية 
رفقاً بعبد تائب يتألم
أعلم بأني مذنب
 لكنك مني بذنبي يا إلهي أعلم
كبّرت في الثلث الأخير تهجداً
 أبكي ذنوبي خاضعاً أتندم
والدمع يذرف في السجود بحسر
ة
 أدعوك يا من تستجيب وتكرم
استر على ما فات واغفر زلتي
 فيما مضى مني وما يتقدم
بالعفو والغفران
 وأقبل توبتي أنت الرحيم
 ومن سواك سيرحم