• استيقظ
  •  صل اللهم علي محمد
  • لا تنسونا من صالح دعائكم

الخميس، أكتوبر 13

هل تحب القران ؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

قف عند الباب حتي يفتح لك


   القلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء ، يفتحه متى شاء ويقفله متى شاء ، وفتح القلب للقرآن يكون بأمرين

الأول : دوام التضرع إلى الله تعالى وسؤاله ذلك

،والثاني : القراءة المكثفة عن عظمة القرآن ، وأهميته ، وحال السلف معه

إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثرالناس لا يعلمون .


حب القران
"{ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ }

: القلب بيد الله وحده لا شريك له ، يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء ، بحكمته وعلمه سبحانه
 فليست العبرة بالطريقة والكيفية ؛

 بل الفتح من الله وحده

 ، وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب الشكر لا الفخر

 ، فمتى أعطاك الله فهم القرآن ، وفتح لك معانيه ، فاحمد الله تعالى واسأله المزيد ، وانسب هذه النعمة إليه وحده ، واعترف بها ظاهرا وباطنا .  

حب القلب للقرآن له علامات منها :
1-     الفرح بلقائه .


 2- الجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل

     . 3- الشوق إليه متى بعد البعد عنه وحال دون ذلك بعض الموانع
4 طاعته ، أمرا ونهيا

انت هل تحب القران ؟

كيف تحب القرآن وانت  لا تطيق الجلوس معه دقائق ، بينما تراك تجلس الساعات مع ما تهواه نفسك وتحبه من متع الحياة

قال أبو عبيد : "لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن  فإنه يحب الله ورسوله"

والاستعانه بالله في حب القران وها هي الروشته لحفظه

_ : قال رسول الله  : "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن

: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"


فيكرره كل يوم ثلاثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن الإجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة

، وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى

 ، إن بعض الناس لا يعرف الإلحاح في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية ، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعا وسأل .


إن القرآن كتاب من ينجح فيه يمنح ملكا لا حدود له .




الا تريد ان تكون من اولياء الله المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين لو اقسم الواحد منهم علي الله لا بره وحقق له امنيته

ما هو الهدف من قراءتك للقران ؟

معظم الناس إذا سألته لماذا تقرأ القرآن ؟ يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ، ولأن الحرف بعشر حسنات ، والحسنة بعشر أمثالها ، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب ، أما المقاصد والأهداف الأخرى فيغفل عنها .

والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ ،  الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات ، فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها ، ولا يحس ولا يشعر بها ؛ لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني ؛ فلهذا السبب تجد حافظا للقرآن غير عامل ولا متخلق به .

كلما تتعدد النيات في قراتك للقران كلما كان الثواب اعظم
تتجمع اهداف قراة القران في
"ث شمع "
الثاء ثواب
الميم مناجاه
الشين شفاء
العين علم
العين عمل

،  فمن قرأ القرآن يريد العلم رزقه الله العلم ، ومن قرأه يريد الثواب فقط أعطي الثواب

قال ابن مسعود _ : " إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه  علم الأولين والآخرين "ا

هـ(، وقال الحسن بن علي   : " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل

من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار

، وقال عبد الله بن عمر : " لقد عشنا دهراً طويلاً وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن  فتنزل السورة على محمد  فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها ، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل

، وقال الحسن البصري  " قراء القرآن ثلاثة أصناف : صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به
 ، وصنف أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده ، واستطالوا به على أهل بلادهم ، واستدروا به الولاة ، كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله 

، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم ،  فركدوا به في محاريبهم ، وحنوا به في برانسهم ، واستشعروا الخوف ، فارتدوا الحزن ، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم علىالأعداء ، والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن  أعز من الكبريت الأحمر " اهـ 


قال أحمد بن أبي الحواري : "إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا


فالعلم الذي يورث الاستغفار ، ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح ، وهذا العلم هو : علم لا إله الا الله ، على وجه يحقق المقصود لفظا ومعنى 

"فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقي
.
، متى وجد هذا الحرص علي القران  فهو مفتاح النجاح في الحياة ، إنه مفتاحٌ لا نحتاج إلى إثبات نجاحه بالتجربة ، فهو ثابت بالخبر عن الله تعالى وعن رسوله

، وقال سهل بن عبدالله :  لأحد طلابه : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ؟ قال : واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن ! فبم يترنم؟ فبم يتنعم ؟ فبم يناجي ربه ؟ ،

واليك هذه النصيحه ان بيتا يكثر فيه الجهر بالقران هو بيت كما قال ابو هريرة - كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة"


اختي المسلمه ان مفاتح تدبر القران تكون منظارا لتقريب وتكبير الصور وفهم معاني كل شئ وتزدادي تعمقا لا تنطقي الالفاظ ولكن اجعلي قلبك هو الذي يقراها ويستوعبها

إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا

ان الحياه مجاهده ومصابره وصراع بين الحق والباطل وان الثبات علي الحق وتحصيل الخير له ضريبة تدفع من جهد وعمل

هل تريدين خطه لنجاحك وتقدمك فان هذه الخطة كلها في القران ولتتركي كتبا استفاضت وهي كتب الغرب مثل كيف تكسب الاصدقاء ودع القلق وابدا الحياة فهي مصادر بشريه للنجاح فكيف يكون النجاح لو كان المصدر الهي سبحان الله

عن عبد الله لن عمرو ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال
"الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامه يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القران منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان

وها هو شفيع بين يديك وانت تبعد عنه امامك كتابا يشفع لك ليخفف عنك في الدنيا والاخره
اللهم اجعلنا ممن يستمعون الي القول فيتبعون احسنه
نسالكم الدعاء

والله مجرد ذكر القران تتحرق قلوبنا لفتحه وقرات ايات ربنا 
استغفر الله العظيم 





من كتاب مفاتح تدبر القران و النجاح في الحياه 

د.خالد بن عبد الكريم اللاحم
أستاذ القرآن وعلومه المساعد
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



ليست هناك تعليقات: