• استيقظ
  •  صل اللهم علي محمد
  • لا تنسونا من صالح دعائكم

السبت، يناير 7

الابتلاء

بسم الله الرحمن الرحيم 

تعجز الانامل عن التحدث عن هذه السيدة 
من كثرة ما احب ان اسمع منها وعنها فاعجز امامها عن التحدث او التعبير بكلمة 

انها مثل النخلة ما كثر ما مرت به من رياح واعاصير وامطار 
الا انها لا تنحني ابدا ولا تميل 

هذه السيدة بدات الزوابع معها مبكرا بعد وفاة امها وهي في سن 
العاشرة 
لتتربي مع اختها وامراة اب غفر لها الله عما فعلته معهم 

كانت اختها ليس لها في المذاكرة والتعليم مثلها فقد رات في المدرسة امها التي فقدتها وهذا في وقت كانت فيه المدرسة 
مثل البيت في الحنان ومثل الاب في التعليم 

وعندما انهت دراستها الثانوية كانت الامور متفاقمة في بيتها 
بعد وفاة والدها وزواج اختها من رجل ثري واصبحت وحيدة مع 
زوجة ابيها التي كانت لا تريدها استكمال تعليمها 

فكان اما تبقي مع زوجة ابيها وتري العذاب وهنا يكون ضاع كل شئ حتي نفسها واما ان تنطلق الي اختها التي تحبها 

وسافرت وحيدة لا تعلم ماذا سوف يصيبها فلا يوجد بيت او اب او ام او حتي صديقة تحكي لها الا انها كان لديها 

الله 

فقد كانت متدينة منذ صغرها وكانت تصلي وكان هذا كله اثر تربية المدرسة لها فلم يربيها احدا غير المدرسة 

وتزوجت في بيت اختها من جارها وقررت ان تكمل تعليمها وهي متزوجه وحامل  وتعمل لان زوجها كان في بداية الطريق الا انها كانت تحبه فقد عوضها الله حنان الاب والام في زوجها الطيب الحنون الذي كان لا يبخل عنها بشئ 

واكملت تعليمها لكي تصبح معلمة وهو العمل الوحيد الذي كان متاح لها لترضي ربها به ولا يكون فيه اخطار 

كان يعدي عليها وعلي زوجها ايام وليالي وهم في شقتهم الصغيرة جدا لا ياكلون ولكنهم راضون 
انجبت من الاولاد ثلاثة وهنا زادت المسؤلية وزادت المصروفات 

بل انها لم تستطع ان تكمل في الجامعة واكتفت بمعهد المعلمين علي وقتهم لانه لم يكن ليها مصروفات التقديم 

ومنعها الحياء ان تطلب من اختها فقد كانت عزيزة النفس ابية لاكبر درجة ممكنة 

واصبح الثلاث اطفال في حالة لا يرثي لهم 

وهنا اتخذت قرار من اصعب القرارت علي قلبها 
هي ان تترك اطفالها وتذهب في اعارة لكي تستطيع ان توفر لقمة العيش 

وسافرت وظلت هناك قرابة عشر سنوات وحيدة بعيده عن اسرتها واطفالها وعن زوجها التي تحبه 
 ورجعت كبروا اطفالها واصبحوا رجال 

لم تكن تتنمي غير ان لا تري سوء في اولادها ولم يكن لديها اي سند الا الله واعتقدت انها سوف تقضي كام يوم وتذهب الي ربها 

الا ان الله احب ان يسمع صوتها ويقربها منه فابتلاها بمرض خبيث 

حمدت الله كثيرا وقالت ان كان الله قد ابتلاني فقد عفاني في وقت كنت محتاجة فيه الي الصحة 
وشفيت منه بعدما قطعوا لها جزءا من جسمها فقد كانت الابتسامة دائمة علي وجهها 

وابتلاها الله بجلطة اوقفت رجلها ويدها فصبرت واخذت من السنين الكثر حتي استطعت ان تمشي مشية شبه طبيعية 

هي الان لا تستطيع المشي جيدا ولا ان تمسك بالاشياء بيد واحده 
الا ان الله اعطها من العزيمة والايمان والتخفيف الكثير 

فهي تقوم الليل وهي علي هذة الحالةوتصلي وتصوم وتاكل قوتها وتحمد وتصلي لربها وتعطي القاسي والداني 

واطال  الله في عمرها لانها كان لها صلة رحم قوية جدا بباقي اسرتها ولا نذكي علي الله احدا 

قامت بعمرة وزوجت اولادها وهي الان تاكل من رزق ربها وتعبد ربها وتنظر يوم الرحيل وانها قامت بما تستطيع واعانها الله عليه 
ليت لنا قصة كفاح مثلها تقبل الله منها ومنا 

ان ابتليت ذات يوما فصبرت فسوف تشعر بحلاوة  القرب من الله 
ولن تصل الي هذه الدرجة الا بالابتلاء





ليست هناك تعليقات: