• استيقظ
  •  صل اللهم علي محمد
  • لا تنسونا من صالح دعائكم

الاثنين، فبراير 27

اهل النعيم

بسم الله الرحمن الرحيم 
كل ليلة نسال  الله فيها ان يهدينا صراط الذين انعم عليهم وهم اصحاب الهدي والرحمة 
وان يجنبنا طريق المغضوب عليهم وهم الضالين 

كل عمل اصله المحبة والغرض منه التنعم بالمحبوب 

وجميع الاعمال التي يعملها جميع بني ادم اما يتخذوها دينا او لا يتخذوها دينا 
واما ان يكون دينا حقا علما وعملا ويكون العمل فيه لله باخلاص تام  فهم اصحاب النعيم الكامل  

سمع الانسان ما يصيب اهل الايمان في الدنيا من المصائب وما ينال الكفار الظلمة في الدنيا من المال والرياسة وغيرها 

فيعتقد ان النعيم في الدنيا لا يكون الا للكفار وان المؤمنين حظهم قليل في الدنيا 

فيسال نفسه 
كيف يفعل الله هذا باوليائه واحبائه اهل الحق ؟

فنجد اجابة الشخص تبعا لعقيدته فمنهم من يقول يفعل الله في ملكه ما يشاء ويحكم ما يريد 
" لا يسال عما يفعل وهم يسالون "

وان كان ممن يعلل الافعال فيقول 
فعل الله بهم هذا ليعوضهم بالصبر عليه لثواب الاخرة وعلو الدرجات وتوفيه الاجر بغير حساب ولكل احد مع نفسه تفسيراته 

بحسب قدر معرفته بالله تعالي واسمائه وصفاته وحكمته والجهل بذلك 


تشاهد من الناس عند اصابتهم بالبلاء يقول 

يا ربي ما كان ذنبي حتي فعلت بي هذا ؟

والاخر يقول 
اذا تبت اليه وانبت وعملت صالحا ضيق علي رزقي ونكد علي معيشتي واذا رجعت الي معصته واعطيت نفسي مرادها جاءني الرزق 
والعون ؟


هذه الظنون كلها مبنية علي 
حسن ظن العبد بنفسه وبدينه واعتقاده انه قائم بما يجب عليه وتارك ما نهي عنه وانه تارك للمامور مرتكب للمحظور 
وانه نفسه اولي بالله ورسوله ودينه منه 

اعتقاده ان الله سبحانه قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره انه لا يجعل العاقبة في الدنيا فيعيش مظلوما مستضعفا  مع قيامه بما امر به ظاهرا وباطنا وانتهائه عما نهي عنه باطنا وظاهرا فهو عند نفسه قائم بشرائع الاسلام وهو تحت قهر اهل الظلم 
وان الدين الكامل لا يحصل الا بفساد دنياه من حصول ضرر لا يحتمله او فوات منفعة 

فلا اله الا الله 

كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل 
ومتدين لا بصيرة له 
لانه قائم علي جهلين 

الجهل الاول جهل بحقيقة الدين 
الجهل الثاني 
جهل بحقيقة النعيم 
فيتولد من هذين الجهلين 


اعراض عن القيام بحقيقة الدين وعن طلب حقيقة النعيم 

فلابد من معرفة النعيم فسعادة العبد وكمال لذته ونعيمه موقوفا علي 
علمه بالنعيم المطلوب 
محبته له 
وعلمه بالطريق الموصل اليه 
وعلمه به وصبره علي ذلك 


اذا اعتقد صاحب الحق ان لن ينصره الله تعالي في الدنيا  الاخرة فهذا من جهله 

ان العبد كثرا ما يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها فيكون مقصرا في العلم ويتركها احيانا بعد العلم بها 
اما كسلا او تهاونا 
مثلا 
واجبات القلوب اشد وجوبا من واجبات الابدان فتري العبد يتحرج من ترك فرض  من واجبات البد وقد ترك ما هو اهم من واجبات القلوب وافرضها ويتحرج من فعل ادني المحرمات وقد ارتكب من محرمات القلول ما هو اشد تحريما واعظم اثما 

فيتخلي مثلا عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قدرته عليه ويزعم انه متقرب الي الله تعالي تارك ما لا يعينه فهذا 

من امقت الخلق الي الله تعالي وابغضهم مع ظنه انه قائم بحقائق الايمان وشرائع الاسلام 

بل ان من الناس من يعتقد انه المظللوم الحق من كل وجه ولا يكون الامر كذلك بل يكون معه نوع من الحق ونوع من الباطل والظلم ومع خصمه نوع من الحق والباطل ولكن النفس لا تري الا محاسنها ومبغضه لخصمها 

نظروا بعين عداوة ولو انها عين الرضا لا ستحسنوا ما استقبحوا 

ضمن الله نصر دينه وحزبه واوليائه القائمين بدينه علما وعملا والعزة والعلو لاهل الايمان 

" وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين "
وايضا يضمن الله الدفاع عن عبده بحسب ايمانه 

" ان الله يدافع عن الذين امنوا "

فاذا ضعف الدفع عنه فهو من نقص ايمانه 

معية الله الخاصة لا هل الايمان 

المؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مكفي مدفوع عنه بالذات اين كان ولو اجتمع عليه من باقطارها اذا قام بحقيقة الايمان 
وواجباته ظاهرا وباطنا 

" ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين "

اعمالكم هي جند من جنود الله يحفظكم بها ولا يقطعها عنكم 

امرنا الله بالصبر والاستغفار لان العبد لابد ان يحصل له نوع من التقصير وسرف يزيله الاستغفار ولابد في انتظار الوعد بالصبر 

الخلاصة 
ان المؤمن اذا اوذي في الله فانه محمول عنه بحسب طاعته واخلاصه ووجود حقائق الايمان في قلبه حتي يحمل عنه الاذي ما لو كان شئ منه علي غيره لعجز عن حمله 
وهذا من دفع الله عن عبده المؤمن فانه يدفع عنه كثرا من البلاء واذا كان لابد من البلاء 
دفع الله عنه ثقله 

ابتلاء المؤمن كالدواء يستخرج منه الادواء التي لو بقيت فيه اهلكته 

قال رسول الله صل الله عليه وسلم 
" والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له 
وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له 

الالم الشر الضار كلها من حكمة الله بمزج الخير والشر وهذاانما يكون لفصل الخير عن الشر ومعرفته 

" ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه علي بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون " 

الله يستخرج منا الانكسار والافتقار والدعاء فاحيانا منتصرين واحيانا مغلوبين فاذا غلبنا تضرعنا وواذا غلبنا بفتح العين اقمنا شعائر ديننا وامرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ونصرنا اوليائه 

تلبيس الابليس كثير ما ياتي عندما يراك وقد اقتربت من الله اكثر 
فيلبس عليك كل افعالك 
انت تحب ان تذكر الله في وسط اصدقائك الحافظين للقران كي يقربوك الي الله فهو يوقعك في الشرك 

انما ابتلاك الله لانه لا يقبل توبتك فيبعدك عن الله 

انقطع للصلاة والعبادة البدنية ليلهيك عن العبادة القلبية ومراعتها 

ابتعد عن الناس كي لا تامر بالمعروف ولا تنهي عن المنكر 

ابتسم وتعلم عن الله كل شئ فان ايمانك في ازدياد لان الامتحان القادم اشد 

اللهم ارنا في بشار عجائب قدرتك 

اغاثة اللهفان لابن القيم " مناصرة المؤمنين "



ليست هناك تعليقات: