بسم
الله الرحمن الرحيم
"قال
رسول الله صل الله عليه وسلم " إياكم والغلو فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو
"
يحذرنا
رسول الله صل الله عليه وسلم من من الغلووالتحذير نهي وزيادة ويبرهن ان الغلو سبب للهلاك لانه مخالف للشرع
ولاهلاكه للامم السابقة
اقسام
الناس في العبادة
الناس
في العبادة طرفان ووسط
فمنهم المفرط ومنهم المفرط ومنهم المتوسط فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه
والغلو في العقيدة
فمثل ما تشدق به اهل الكلام بالنسبة لاثبات الصفات فان اهل الكلام تعمقوا حتي وصلوا الي الهلاك قطعا حتي ادي بهم
التعمق الي واحد من امرين
اما التمثيل
او التعطيل
اما انهم مثلوا الله بخلقه فقالوا هذا معني اثبات الصفات فغلوا في الاثبات حتي اثبتوا ما نفي الله عن نفسه
او عطلوه
وقالوا هذا معني تنزيهه عن مشابهة المخلوقات وزعموا ان اثبات الصفات تشبيه فنفوا ما اثبته الله لنفسه
لكن الامة الوسط لم تتعمق في الاثبات ولا في النفي والتنزيه فاخذوا بظواهر اللفظ وقالوا ليس لنا ان نزيد علي ذلك
فلم يهلكوا بل كانوا علي الصراط المستقيم ونحن ناخذ بما اورده الصحابة فهم امة وسط
الغلو في العبادات
هو التشدد فيها بحيث يري ان الاخلال بشئ منها كفر وخروج عن الاسلام كغلو الخوارج والمعتزلة حيث قالوا
ان من فعل كبيرة من الكبائر فهو خارج عن الاسلام وحل دمه وماله واباحوا الخروج علي الائمة
وسفك الدماء
والمعتزلة
قالوا من فعل الكبيرة فهو بمنزلة المنزلتين الايمان والكفر هذا تشدد ادي الي الهلاك وهذا التشدد قابله تساهل المرجئة
فقالوا
ان القتل والزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من الكبائر لا تخرج من الايمان ولا تنقص من الايمان شيئا وانه يكفي في الايمان الاقرار
وان ايمان فاعل الكبيرة كايمان جبريل ورسول الله صل الله عليه وسلم لانه لا يختلف الناس في الايمان حتي انهم ليقولون ان ابليس
مؤمن لانه مقر واذا قيل ان الله كفره قالوا
اذن اقرار ليس بصادق بل هو كاذب والا لو استكبر عن امر الله فهو مؤمن وهؤلاء يصلحون لكثير من الناس في الزمان
ولا شك ان هذا تطرف بالتساهل والاول تطرف بالتشدد ومذهب اهل السنة
الايمان يزيد وينقص وفاعل المعصية ناقص الايمان بقدر معصيته ولا يخرج من الايمان الا بما برهنت النصوص علي انه كفر
الغلو في المعاملات
التشدد في الامور بتحريم كل شئ حتي ولو كان وسيلة وانه لا يجوز للانسان ان يزيد عن واجبات حياته الضرورية وهذا مسلك سلكه
الصوفية حيث قالوا
من اشتغل بالدنيا فهو غير مريد للاخرة وقالوا لا يجوز ان تشتري ما زاد علي حاجتك الضرورية
وقابل هذا التشدد تساهل
من قال
يحل كل شئ ينمي المال ويقوي الاقتصاد حتي الربا والغش وفهؤلاء والعياذ بالله متطرفون بالتساهل فتجده يكذب في ثمنها
وفي وصفها وفي كل شئ لاجل ان يكسب فلسا اوفلسين وهذا لا شك تطرفا
التوسط
ان يقال تحل المعاملات وفق ما جاءت به النصوص " واحل الله البيع وحرم الربا " فليس كل شئ حراما فالنبي صل الله عليه وسلم
با ع واشتري والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون والنبي اقرهم
الغلو في العادات
فاذا كانت هذه العادة يخشي ان الانسان اذا تحول عنها انتقل من التحول في العادة الي التحول في العبادة فهذا لا حرج ان الانسان يتمسك بها
ولا يتحول الي جديدة اما اذا كان الغلو في العادة يمنعك من التحول الي عادة جديدة مفيدة افيد من الاولي فهذا الغلو
المنهي عنه
من كتا ب القول المفيد علي كتاب التوحيد
بن العثيمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق