• استيقظ
  •  صل اللهم علي محمد
  • لا تنسونا من صالح دعائكم

الأحد، مارس 18

دنياك اخرتك





بسم الله الرحمن الرحيم 
 سمع صوت يقول 

 يا من يجيب دعا المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
 قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * وأنت عينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي * يا من إليه أشار الخلق في الحرم
 إن كان عفوك لا يدركه ذو سرف * فمن يجود على العاصين بالكرم 

فينما نحن اطوف انا مع ابي حول البيت في ليلة ظلماء رقدت العيون وهدات 
سمعنا هذا الصوت النادب لذنبه المستقيل لربه 
فاخذت ابحث عنه فسالناه ما قصتك ؟
فقال 
ما قصة من اسلمته ذنوبه واويقته سنة عيوبه فهو مرتطم في بحر الخطايا 
كنت شابا علي اللهو والطرب لا افيق عنه وكان والدي يعظني كثيرا ويقول 
يا بين احذر هفوات الشباب وعثراته 

فان لله سطوات ونقمات ما هي من الظالمين ببعيد 
فاذا كان لي بموعظة الححت عليه بالضرب حتي جاء اليوم 
الذي اوجعته ضربا فتعلق باستار الكعبة وقال 

يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا * عرض المهامه من قرب ومن بعد
إني أتيتك يا من لا يخيب * من يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي قبل * فخذ بحقي يا رحمان من ولدي
 وشل منه بحول منك جانبه * يا من تقدس لم يولد ولم يلد 

فوالله ما استتم كلامه حتي تيبس شقي الايمن ولم ازل اترضاه واخضع له 
واساله العفو عني الي ان اجابني يدعو لي في المكان الذي دعا علي فيه 
فحملته علي ناقة عشراء وخردت اقفو اثره حتي اذا صرنا بوادي طار طائر من شجرة فنفرت الناقة 
فرمت به بين احجار فرضخت راسه فمات فدفناه هناك واقبلت 
الي الكعبة ادعو ربي ان يخفف عني 

توبة منازل بن لاحق 
وظل منازل هكذا الي ان استجاب الله لدعوته 

 تقول الأرض  يا ابن آدم تجعل اليوم بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني 

كان هناك ثلاثة اخوة امير يصحب السلطان ويؤمر علي المدائنن والجيوش 
وتاجر موسر مطاع في خاصته 
وزاهد قد تخلي لنفسه وتفرد لعبادة ربه 

فقرب وفاة العابد الزاهد 
فاجتمع عنده اخوانه 
فقال لهم اني ساعهد اليكم عهد فاذا مت فغسلاني وكفناني وادفناني 
واكتبا علي قبري 
 وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن إله الخلق لا بد سائله

فيأخذ منه ظلمه لعباده * ويجزيه بالخير الذي هو فاعله


وتعالو لي كل يوم مرة لعلكما تتعظا 
ففعلا 
وكان في مرة اخوه يركب حصانه فوقف علي قبر اخيه فبكي 
وقبل ان ينصرف سمع من داخل القبر صوت هائل كاذ يختلع قلبه  فانصرف مذعورا 
فزعا فلما كان الليل راي اخاه في المنام فقال 

اي اخي ما الذي سمعت من قبرك قال تلك 

المقمعة قيل لي رايت مظلوما فلم تنصره 
فاصبح هذا الاخ مهموما فقال 
سوف اترك الامارة والزم العباده وظل يعبد الله الي ان جاءت ساعته 
فعهد الي اخيه الثالث وقال له 

اذا مت فادفني الي جنب اخي واكتب علي قبري 

وكيف يلذ العيش من كان موقنا * بأن المنايا بغتة ستعاجله
 فتسلبه ملكا عظيما ونخوة * وتسكنه القبر الذي هو آهله 

وزرني ثلاث ايام وادعو لي لعل الله يرحمني 
وبالفعل 
ذهب الي قبره وبكاه فاذا هو جاء ينصرف سمع وجبة من القبر  يذهل العقل 
فرجع فلما كان من الليل اذا باخيه في منامه قد اتاه 

فقال له 
اي اخي اتيتنا في المنام زائر قال هيهات اخي بعد المزار واطمائنت بنا الديار 
قلت كيف انت 
قال بخير 
ما اجمع التوبة لكل خير قال قلا فيكف اخي 
قال ذلك مع الائمة الابرار قال 
قلت فما امرنا قبلكم قال 
من قدم شيئا من الدنيا والاخرة وجده فاغتنم وجدك قبل فقرك 
قال فاصبحت معتزلا من الدنيا 
وقسم ماله  
فاذا جائته المنية اوصي ان يكتب علي قبره 

وكيف يلذ العيش من هو صائر * إلى جدث تبلي الشباب منازله
 ويذهب رسم الوجه من بعد صونه * سريعا ويبلى جسمه ومفاصله
فزار ابنه في المنام وقال له 

له أي بني أنت عندنا عن قليل
والأمر بآخره والموت أقرب من ذلك
 فاستعد لسفرك وتأهب لرحيلك
مع وحول جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل الذي أنت فيه مقيم
ولا تغتر بما اغتر به المبطلون قبلك من طول آمالهم فقصروا عن أمر معادهم
 فندموا عند الموت أشد الندامة وأسفوا على تضييع العمر أشد الأس
ف فلا الندامة عند الموت تنفعهم ولا الأسف على التقصير أنقذهم من شر ما وافى به المغبونون مليكهم يوم القيامة 

قصة توبة امير وتاجر وزاهد 

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا واصرفنا عنها الي الاخرة يا وهاب


















ليست هناك تعليقات: