• استيقظ
  •  صل اللهم علي محمد
  • لا تنسونا من صالح دعائكم

الجمعة، مايو 11

دموع الغفران


بسم الله الرحمن الرحيم 
“ورقت دموع العين حتى كأنها ... دموع دموعي لادموع جفوني

لو علمت ما يفوتك في السحر ما حملك
النوم تقدم حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين وتحط رواحل المغفرة
على رباع المستغفرين من لم يذق حلاوة شراب السحر لم يبلغ عرفانه
بالخير من لم يتفكر في عمره كيف انقرض لم يبلغ من الحزن الغرض



وقال بعض أصحاب فتح : رأيته ودموعه خالطها صفرة فقلت : على ماذا بكيت

الدم ؟ قال : بكيت الدموع على تخلفي عن واجب حق الله والدم خوفا أن لا
أقبل قال : فرأيته في المنام فقلت : ما صنع الله بك ؟ قال : غفر لي قلت :
فدموعك ! قال : قربتني وقال : يا فتح على ماذا بكيت الدموع ؟ قلت : يا رب


على تخلفي عن واجب حقك قال : فالدم ؟ قلت : بكيت على دموعي خوفا

أن لا تصبح لي قال : يا فتح ما أردت بهذا كله وعزتي وجلالي لقد صعد إلى
حافظاك أربعين سنة بصحيفتك ما فيها خطيئة





وبكى ابن مسعود حتى أخذ بكفه من دموعه فرمى به
وكان عبد الله بن عمر يطفىء المصباح بالليل ثم يبكي حتى تلتصق عينيه
وقال أبو يونس بن عبيد : كنا ندخل عليه فيبكي حتى نرحمه
وكان سعيد بن جبير قد بكى حتى عمش
وكان أبو عمران الجوني إذا سمع المؤذن تغير وفاضت عيناه
وكان أبو بكر النهشلي إذا سمع الأذان تغير لونه وأرسل عينيه بالبكاء
وكان نهاد بن مطر العدوي قد بكا حتى عمي
وبكى ابنه العلا حتى عشى بصره
وكان منصره قد بكى حتى جردت عيناه


وكانت أمه تقول : يا بني لو قتلت قتيلا ما زدت على هذا




“بكى الباكون للرحمن ليلا ... وباتوا دمعهم ما يسأمونا“

“بقاع الأرض من شوقي إليهم ... تحن متى عليها يسجدونا“





يا من معاصيه أكثر من أن تحصى يا من رضى أن يطرد ويقصى يا دائم الزلل
وكم ينهى ويوصى يا جهولا بقدرنا ومثلنا لا يعصي إن كان قد أصابك داء داود
فنح نوح نوح تحيا بحياة يحيى





يا منزل الأحباب : أين ساكنوك ؟ يا بقاع الإخلاص : أين قاطنوك ؟ يا مواطن
الأبرار : أين عامروك ؟ يا مواضع التهجد : أين زائروك ؟ خلت والله الديار وباد
القوم وارتحل أرباب السهر وبقى أهل النوم واستبدل الزمان أكل الشهوات يا
أهل الصوم:

“كفى حزنا بالواله الصب أن يرى ... منازل من يهوى معطلة قفرا“


“ولما وقفنا والرسائل بيننا ... دموع نهاها الواجدون توقفا“
“ذكرنا الليالي بالعقيق وظله ... الأنيق فقطعنا القلوب تأسفا“
“نسيم الصبا إن زرت أرض أحبتي ... فخصهم مني بكل سلام“
“وبلغهم أني برهن صبابة ... وأن غرامي فوق كل غرام“
“وإني ليكفيني طروق خيالهم ... لو أن جفوني متعت بمنام“
“ولست أبالي بالجنان ولا لظى ... إذا كان في تلك الديار مقامي“


“وقد صمت من أوقات نفسي كلها ... ويوم لقاكم كان فطر صيامي“




من كتاب الياقوته 



ليست هناك تعليقات: